الجمعة، 16 أبريل 2010

ماذا تفعل لو كنت مكانى 5

ماذا تفعل لو كنت مكانى ؟؟؟؟
------------ -----
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
 
اعزائنا الكرام ..يعيش معنا في دنيانا الكثير من القلوب و العقول الحائرة لتى هي بحاجه لناصح امين مخلص و بحاجه لنصح حقيقي و آراء واعيه في الدين من اهل الدين و في الدنيا من اهل الخبره
 
مع حضراتكم سنسير بين تساؤلات و مشكلات بعضاً من هذه القلوب و العقول و نتمنى ان تحظي هذه المجموعه بقراءه حضراتكم و في انتظار رأيكم و مشورتكم و ردودكم عبر بريد الجروب الذي تتلقون من خلاله الرسالة
 
شكراً ..و اسيبكم مع القصص
مهندسه /منار ممدوح عقل
 

رسالة لأخى
--------

والدى رجل شرقي ..

تصدر لنا ثقافتنا الإعلاميه معلومة الرجل الشرقي على انه سي السيد اللى قافل على اهل بيته الباب و الشباك و مهتم يخنقهم في الحاجات الظاهريه فقط و اللى طلباته اوامر ..الخ

و لكن مفهوم الرجل الشرقي الذي اصف به ابى ..هو مفهوم مشرّف ...فهو الخبير الذي قدر قيمة الماسات التى رزقه الله اياها فحفظها في زجاجات بنوريه و حملها فوق رأسه و بين رموش عينيه ...ليظهرها للعالم بأكلمه بأبهى صورة لها و اروع منظر على شرط ان لا تعبث بها الأيدي و لا يمسها المتطفلين بسوء

هكذا كان ابى ..يغار علينا من ان نخرج في نزهه عائليه هو ليس بها ...و لكن لم يكن معنى ذلك ان يحبسنا في المنزل و لكنه كان يعتذر عن هذه الخروجات ليمتعنا بنزهات اروع منها
و لكن بصحبته

يعتذر عن اى عمل ممكن ان يجعله غير رقيب على اهل بيته او بعيد عن اسرته اياماً كثيره مهما كان العائد المادي من وراء ذلك

يعتذر عن اى فرصه ذهبيه لأى واحده فينا انا و اخوتى البنات او والدتى في عمل او دراسه من الممكن ان تؤدي ان نكون بعيدين لفتره من الزمن عن رعايته و لكنه في نفس الوقت كان يرحب بكل و اى عمل او نشاط جاد و محترم من الممكن ان نمارسه تحت رقابته و توجيهه

كان ابى يهتم لأمرنا كثيراً اكلنا ملابسنا ..شئون البيت ..تعليمنا ..كان من الصعب ان تواجه اى واحدة منّا اى نوع من انواع المشاكل في الحياة في دراسة او جامعه و لا تفكر ان تجري مسرعة لتشكو لوالدها ...فهو سندها و ظهرها و حمايتها ..ابى قطعاً سيتصرف

دخلنا في مرحله المراهقه انا و اخوتى البنات و عبرناها بأمان فوالدى كان صديقنا الصدوق ...الذي يشاركنا جميع الإهتمامات ...و الذي نحب الكلام معه كثيراً ..و نعبر عن كل مشاعرنا بصراحه و وضح دون ان نخفى عنه اى شئ

و مع كل هذا كنّا نخاف منه و من غضبه و من عقابه و من قوة شخصيته و نخجل منه اكثر من كل البشر ..لقد استطاع والدى ان يحقق معادله يتمناها كل الأباء تجاه ابنائهم و هي ان يكونوا اقرب من لأبنائهم في الحياه و مستودع اسرارهم و قدوتهم و دون ان تهتز هيبتهم كآباء

مشكلتنا الكبيرة هي ان والدى خاض تجربته في الحياة معنا بمثاليه شديده و انتظر من الحياه ان تكمل معه معزوفة المثاليه تلك فتمنى لبناته ازواجاً صالحين يشعر بهم و معهم انه ادى امانته و سلم بناته لمن يحفظهن و يكمل مسيرته معهن من قوامه و رعايه و حنان و توجيه و دعم ...ليعيش هو ايامه بعد ذلك بهدوء ..
فأخذ يرفض كل و جميع المتقدمين لبناته و هن في سنوات الدراسه ظناً منه ان الزمن سيسير وفق نظامه هو و انه فور حصول كل واحدة من بناته على شهادتها سلاحها كما يعتقد ..كان يتصور انه وقتها فقط سيسمح لسيل العرسان بالسريان في طريق بيتنا و سيتم كل شئ كما حلم به بسهوله و يسر ان شاء الله

و لكن هذا هو ما لم يحدث فقد تقدم لنا عدد لا بأس به من المحترمين و لكن لم يكن احدهم مناسباً بالشكل الكافي ليتم الزواج و هاجمت والدى الأمراض بشراسه اكثر من كل السنوات الماضيه

و بدأ الواقع يتغير ..اصبح والدى غير قادر بسبب شدة المرض على التواجد بجوار بناته الضعيفات و زوجته الطيبه كما عودهن على مدار اكثر من 18 عاماً ..بل ان الألم جعله غير قادراً على التواجد في حياتهن و مشاركتهن الإهتمامات المختلفه حتى و هو معهن داخل المنزل

فبدأت الوحده تدب في قلوبهن

اه ..نسيت ان اقول لكم ان لنا اخوة شباب ..رباهم والدى بطريقه مختلفه ..و كان يحلم معهم ايضاً بميثالية القدر ...

.اى انه توقع منهم ان يكونوا عصا المشيب له في الكبر و السند و الظهر لأمهم و اخواتهم البنات ..فمنحهم كل و جميع الصلاحيات ...و علمهم كل شئ ..اخذهم معه في كل مكان يخص عمله ليلموا بكل الإجراءات الرسميه المتعلقه بماله و عمله و لكنه لم يشدد عليهم في تحمل المسؤليه بل رباهم بتدليل مفرط فأخذ مفهوم الرجل عندهم شكل آخر غير ما يتمنى والدى

فمرت الأيام مرت و كبروا اخوتى الشباب ..وإستأثروا من المميزات التى منحهم اياها والدى بكل ما هو مرفه فيها ..و تركوا لنا و على عاتقنا كل الصعاب...و كل ما هو متعلق بطلبات والدينا داخل و خارج المنزل ..و مع الأيام تحول اخوتى الشباب لعبء جديد يضاف لأعباء حياتنا

فكثيراً ما يملؤنى الشجن عندما اقارن بين سلوك والدى تجاهي و سلوك احد اخوتى الشباب معي في ابسط المواقف الإنسانيه

فوالدى كان يجلس بجواري اذا اصابنى دور برد عابر يقرأ لى القرآن و يمرضنى هو والدتى و يسأل عني

امّا اخوتى فما شاء الله عليهم عايزين اللى يسأل عنهم و بس هم دايماً التعبانين و الشقيانين عمرهم ما حسوا بينا ...و حتى لمّا بنحاول نبتدي احنا بالعطف و الحنان عليهم لعل و عسي لا نجد منهم سوي النهر و التوبيخ و القسوة

والدى كان يهتم كثيراًُ لأمرنا كله ..كان يسألنا ببساطه هل تناولنا وجبة الغذاء ام لا و عندما تكون الإجابه لأ ..يسألنا لماذا لم نتناولها ..و لكن اخوتى يطالبون امى المنهكه و ابى المريض و نحن اخوتهم البنات بتأمين مأكلهم و مشربهم ..و التفكير في ذلك و يأنبوننا كثيراً لو تأخرت احدانا في اعداد وجبة الطعام يوما ...
و كثيراً جداً من المواقف المؤلمه التى يؤلمنى ذكرها اكثر ما يؤلمنى كتمانها لأن اهلى من اصل طيب و ربونا على كتمان اسرار البيت بالذات المؤلمه منها و التى سيشوه خروج احدها صورة اى فرد من افراد اسرتنا الحبيبه

لذلك نفعل انا و اخواتى البنات كل شئ تقريباً في اسرتنا من الألف للياء ثم ننسب فضل هذا بعد الله لأخوتنا الشباب للحفاظ على الصورة المثاليه التى ربانا عليها والدى

و لكن مشكلتى انا و اخوتى البنات اننا لم نعد قادرين على تحمل هذا الشكل الكاذب الذي رسمناه لسنوات و في نفس الوقت نحن غير مؤهلين على خوض تفاصيل الحياة كاملة بلا رجل بعد ان تعودنا على هذا منذ الصغر ..في نفس الوقت دور والدى مستمر في الإنسحاب يوماً بعد يوم و عاماً بعد عام ..بسبب تدهور حالته الصحيه

و حتى يحدث الله امراً كان مفعولا و ترزق احدانا بالزوج الذي تتمناه لنفسها لا ندري ماذا نفعل و كيف سنعيش ...ان لنا زملاء رائعون في العمل انهم كأخوة حقيقيين و همّ في غاية الإحترام و التدين و يقومون بعرض خدماتهم لمساعدتنا  في الأزمات العامه
..و لكن لأى مدى تستطيع فتاه ان تستعير اخ ليس شقيق او محرم لها

لقد اعتاد العرسان مثلاً في هذا الزمان ان يقابلوا العروسه مع احد صديقاتها او قريبتها خارج المنزل مرة في البدايه ليتأكدوا قبل دخول البيت هل هناك قبول ام لا ..و لكن نحن لم نعتد ان نقابل اياً من العرسان المتقدمين لنا اللا في حضور والدنا و والدتنا

فماذا عسانا ان نفعل بعد مرض والدى الشديد ...هل نستأجر اخ يقابل السيد العريس ...بعد ان فشلت جميع المقابلات التى حضرها اخوتى الشباب حيث احرجونا بشده و تصرفوا بمنتهى الإستهتار و عدم تحمّل المسؤليه

من لنا نأخذ رأيه في السيد العريس بعد ان اصبح والدى غير قادر على سماعنا و اعطاء الرأى كما عودنا ..هل نشكو خصوصياتنا تلك لرجال غير محارم لنا بعد ان اصم اخوتى آذانهم عن كلامنا و آرائنا

نرى الكثير من صديقاتنا البنات اللاتى لا يوجد لديهن رجال يحملن مسؤلياتهن ..نراهن يسعين في الحياة و يتحملن لعب الدورين لأنه لا سبيل لهن غير ذلك 

و لكن نحن غير قادرات على فعل هذا بالكامل ...و خصوصاً ان لنا اخوة رجال من لحمنا و دمنا

فهل اخطأ والدى عندما ربانا بهذا الشكل الراقي الصحيح ..هل اخطأ عندما لم يقوم بوضع الزمن في حساباته ..هل اخطأ عندما جعلنا نصدق ان لكل نوع دورة و حدوده و اهميته في حياة مطالبة المرأه فيها بلعب كل الأدوار ..حتى لو كانت متزوجه او لها اخوة رجال لأنهم ببساطه سيلقون هم ايضاً بحملهم على عاتقها  كما يفعل اغلبهم هذه الأيام ؟؟؟

انا لا استطيع ان اقول اننى ارسل هذه الرسالة لأستجدي اخوتى الشباب و اؤثر بهم لأنهم لم و لن يقرأوها ..فنحن بذاتنا لا نؤثر فيهم " مبنصعبش عليهم خالص " فهل اتوهم ان تؤثر بهم كلماتى ؟؟؟؟
بالطبع لا

و لكنى اكتبها ليراجع من خلالها كل اخ مسلم لى في الحياة دورة في حياة اسرته زوجته و بناته و اخواته البنات اللى من لحمه و دمه و يراعي ربنا فيهم ..ميسيبهمش للغريب يخدمهم ..و ميرميهومش لقسوة الحياة

كما اكتب لأجد بين نصائحكم و ردودكم حلاً او طريقه مثاليه و شرعيه ..نتبعها انا و اخوتى لنسير بسفينتنا في الدنيا وحدنا .. حتى نقابل رجالاً نجد فيهم صورة ابى و نستكمل معهم مشوار حياتنا التى كانت جميله 
هذا المقال ينسب الى 
مهندسة / منار ممدوح عقل 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق